الثلاثاء، 15 يناير 2013

بعد منتصف الليل

 
 



 

 
الليل أرخى سُدله السميكة على جفون وحدتها..
خُطا ريح سادرة تطوف مضجعها..
سُهد يمتطي وسائدها ويغرز أظافره في عُنق النوم
كيف تنام
 وهي تلتحف الصقيع وجحافل الجوع والعطش تجوس أوردتها
وتلوك معدتها؟
كيف تنام ولها مواعيد على حافة الحياة تتجدد كل ليلة في قَبْو الذاكرة ؟
بهدوء وحذر شديدين نزلت للعمق..نفضت الرماد المتكدس فوق الجدران..
"الله ما أزكى هذه الرائحة التي تملأ أرجاء المنزل ،
إنها أمي الحبيبة تطهو الأصناف التي أحبها والتي لاآكلها
 إلا من صنع يديها...
نعم نعم ياأبي آتية حالا،سألعب معك الشطرنج لكن رجاءا ياحبة قلبي
كن رحيما بي واتركني أغلبك مرة واحدة
فقد جعلوني إخوتي أضحوكة ..ألا أستحق أن تُغلب من أجلي
ولو لمرة واحدة فقط ؟
ألست ابنتك الكبرى ونديمة روحك؟ "
رمت عينيها صوب نافذة في آخر الردهة يهب منها نسيم عليل
يملأ رئتيها وينعش قلبها الذابل .. اقتربت أكثر وأكثر...
إنه ابن الجيران يطل من النافذة المواجهة ..يرشقها بعينين يختمران شوقا
ويشير إلى ساعته..
"ياله من مجنون سيراه أبي أو إحدى أخواتي ..هو بالفعل مجنون
لكني أعشق جنونه "
شعرت بحفيف نبضها و بسخونة تدب في جسدها
فامتلأت معدتها وذهبت في نومٍ عميق...
وفي الليلة التالية وعند منتصف الليل
نزلت القبو كعادتها ..لكنها لم تجد أحدا ..أخذت تنبش في كل ركن..
دارت حول نفسها كعاصفة رعناء ..صاحت منادية
أمي ..أبي .. اخوتي..
حبي.........
ظلت تنادي وتنادي ويمــــــــوت الصدى .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق